هل تعاني من استنزاف سريع لـتحسين عمر البطارية في هاتفك الذكي؟ أحد الأسباب الأساسية لانتهاء شحن بطارية هاتفك الأندرويد سريعًا هو التطبيقات التي تعمل في الخلفية.
تظهر علامات التراجع لبطاريات الهواتف الذكية بعد عام والنصف عام إلى عامين من الاستخدام اليومي. لكن لا داعي للقلق، حيث يمكن للتحكم في نشاط التطبيقات في الخلفية أن يقلل بصورة ملحوظة من استهلاك بطارية هاتف الأندرويد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي تشغيل تطبيقات متعددة في وقت واحد إلى استنفاد بطاريتك بسرعة.
في هذا المقال، سنستعرض معًا كيفية تحسين عمر البطارية باستخدام أدوات الروت بشكل فعال. سنقدم لك دليلًا خطوة بخطوة لمساعدتك على تحسين أداء البطارية ومضاعفة عمرها الافتراضي. سواء كنت مستخدمًا متقدمًا أو مبتدئًا في عالم الروت، ستجد هنا ما يساعدك على الاستفادة القصوى من بطارية هاتفك.
أدوات الروت للتحكم في التطبيقات المستهلكة للطاقة
تعتبر التطبيقات التي تعمل في الخلفية من أكبر مستهلكي طاقة البطارية في هواتف الأندرويد. باستخدام أدوات الروت، يمكنك التحكم بهذه التطبيقات بشكل فعّال ومضاعفة عمر البطارية.
من أبرز هذه الأدوات تطبيق Greenify الذي يُعد الخيار الأمثل لتحسين عمر البطارية. يقوم هذا التطبيق بوضع البرامج في وضع السبات (Hibernate) عندما لا تستخدمها، مما يمنعها من العمل في الخلفية واستنزاف البطارية. يعمل Greenify بطريقة فريدة حيث لا يؤثر على وظائف التطبيقات عند تشغيلها مرة أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، هناك تطبيق Servicely الذي يتطلب صلاحيات الروت للعمل. يقوم بإيقاف التطبيقات والخدمات في الخلفية على فترات زمنية محددة. على عكس برامج قتل المهام التقليدية، لا يسبب Servicely انهيار البرامج أو استهلاك إضافي للبطارية.
أما تطبيق Brevent، فيساعد على منع التطبيقات من العمل لفترات طويلة. يمكنه إيقاف التطبيقات غير المدرجة في قائمته مؤقتًا أو إيقافها قسريًا. ومع ذلك، لن يوقف التطبيقات التي تحمل إشعارات أو تعمل بشكل ضروري في الخلفية.
يمكن استخدام هذه الأدوات معًا للحصول على أقصى استفادة من بطارية هاتفك، حيث تتكامل وظائفها لتحسين الأداء بشكل ملحوظ.
أدوات الروت لإدارة النظام وتحسين استهلاك البطارية
بعد التحكم في التطبيقات المستهلكة للطاقة، تأتي أهمية أدوات الروت لإدارة النظام بشكل أعمق. تتميز هذه الأدوات بقدرتها على الوصول إلى مستويات متقدمة من التحكم في نظام التشغيل.
يعتبر تطبيق BetterBatteryStats من أفضل الأدوات التي تساعدك على تحليل سلوك هاتفك واكتشاف التطبيقات المتسببة في استهلاك البطارية خلال فترات عدم النشاط. يتيح لك قياس تأثير الإجراءات التصحيحية ويساعدك في الحصول على أفضل تجربة مع هاتفك الذكي.
أما تطبيق Amplify فهو إضافة (Module) لإطار Xposed تمنحك تحكمًا كاملًا في wakelocks والتنبيهات بجهازك. نظرًا لقدرته على التحكم في بعض wakelocks النظام الأكثر استهلاكًا للطاقة، مثل NlpWakelock وNlpCollectorWakeLock، فقد أظهر Amplify تحسنًا ملحوظًا في عمر البطارية.
وهناك أيضًا تطبيق Naptime الذي يعزز ميزة Doze المضمنة في أندرويد. يقلل هذا التطبيق من استهلاك الطاقة عن طريق تسريع دخول الجهاز في وضع Doze عند إغلاق الشاشة. كما يمكنه تعطيل WiFi والبيانات الخلوية والموقع والبلوتوث تلقائيًا بمجرد دخول وضع Doze.
مع تفعيل وضع Doze، يحظر النظام وصول التطبيقات إلى الشبكة ووحدة المعالجة المركزية (CPU) ويمنع التطبيقات من الوصول إلى الشبكة ويؤجل الوظائف والمزامنة والمنبهات القياسية، مما يساهم بشكل كبير في تحسين عمر البطارية.
أدوات متقدمة لتخصيص الأداء وتوفير الطاقة
للمستخدمين المتقدمين الذين يرغبون في تخصيص أعمق لأجهزتهم، هناك مجموعة من الأدوات المتقدمة التي تتيح التحكم في مستوى النواة (Kernel) لتحقيق توازن مثالي بين الأداء وعمر البطارية.
يُعد تطبيق Kernel Adiutor أداة قوية تمكنك من مراقبة وتعديل ميزات نواة الأندرويد مثل تردد وحدة المعالجة المركزية وتدبير الذاكرة الافتراضية. الميزة الأهم في هذا التطبيق هي قدرته على عرض الإعدادات المتوافقة فقط مع جهازك، مما يمنع المستخدمين من تغيير الإعدادات التي يجب تركها كما هي.
أما وحدة NFS Injector فهي إضافة Magisk تهدف إلى تحسين إدارة النواة/الذاكرة العشوائية من خلال استخدام قيم متوازنة بين الأداء وتوفير البطارية. باستخدام خوارزمية معقدة، تحدد الإعدادات المثالية بين البطارية والأداء لجهازك. توفر هذه الأداة تعدد مهام ممتاز وإدارة فعالة للذاكرة، كما تحسّن وضع الاستعداد وعمر البطارية أثناء تشغيل الشاشة.
تقدم وحدة LKT (Legendary Kernel Tweaks) استراتيجيات متقدمة تستهدف إعدادات النواة المختلفة. تكتشف هذه الأداة عتاد جهازك تلقائيًا ثم تطبق التغييرات المناسبة. وفقًا للاختبارات، يمكن أن توفر ما يصل إلى 12-14 ساعة من وقت الشاشة مع عدم المساس بالأداء. تأتي مع أربعة أوضاع: البطارية (يوفر ساعتين إضافيتين)، المتوازن (يوفر ساعة ونصف)، الأداء (يوفر ساعة واحدة)، والتيربو للمهام عالية الأداء.
ويمكن استخدام تطبيق Set CPU للتحكم بمعالجة الطاقة وتردد وحدة المعالجة المركزية. يساعد هذا التطبيق في تشغيل بطاريات الأجهزة بتردد أقل، مما يضمن فترات استخدام أطول للهاتف.
للحصول على أفضل النتائج، يُنصح باختيار نواة تتوافق مع هذه الأدوات وتوفر خصائص إضافية مثل العديد من أنظمة الجدولة والتحكم المتقدم بالتيار الكهربائي.
الخاتمة
خلال هذا المقال، استعرضنا العديد من الأدوات والطرق الفعالة التي تساعد على تحسين عمر بطارية هاتفك الأندرويد باستخدام صلاحيات الروت. بالتأكيد أصبح واضحًا الآن أن التطبيقات التي تعمل في الخلفية تمثل السبب الرئيسي لاستنزاف البطارية، وأن السيطرة عليها تعد خطوة أساسية لتحسين أداء الجهاز.
أدوات مثل Greenify وServicely وBrevent تقدم حلولًا فعالة للتحكم في التطبيقات المستهلكة للطاقة، بينما تعمل أدوات إدارة النظام مثل BetterBatteryStats وAmplify وNaptime على تعزيز أداء البطارية من خلال التحكم العميق في وظائف النظام. أما الأدوات المتقدمة مثل Kernel Adiutor وNFS Injector وLKT وSet CPU، فهي توفر تحكمًا أكثر دقة ومرونة للمستخدمين المحترفين.
لكن يجب أن نتذكر أن استخدام أدوات الروت يتطلب حذرًا وفهمًا جيدًا لوظائفها. لذا ننصح بالبدء بالأدوات الأساسية ثم الانتقال تدريجيًا إلى الأدوات المتقدمة حسب مستوى خبرتك واحتياجاتك.
اختيار المزيج المناسب من هذه الأدوات وفقًا لنوع هاتفك واستخدامك اليومي سيضمن لك الحصول على أفضل النتائج. فمثلًا، الجمع بين Greenify للتحكم في التطبيقات وNaptime لتحسين وضع Doze سيعطي نتائج ملحوظة في تحسين عمر البطارية دون التأثير على أداء الجهاز.
أخيرًا، تظل مراقبة أداء البطارية بعد تطبيق هذه الحلول أمرًا ضروريًا للتأكد من فعاليتها ولإجراء التعديلات اللازمة عند الحاجة. بهذه الطريقة، ستتمكن من مضاعفة عمر بطارية هاتفك والاستمتاع بتجربة استخدام أفضل وأطول.



